أولا الوهابهذا الاسم ورد ذكره في ثلاث مواضع من القرآن ] رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (آل عمران: ] أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ [ (صّ:9) ] قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ (صّ:35)
ولم يأت في السنة ما يدل على هذا الاسم ، إلا أنّهم ذكروا حديثا لكنه ضعيف
وهو ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم كان إذا استيقظ من الليل قال (( لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )) [1]
ذكر العلماء وجهين في أصلهاـ فقيل هي مشتقة من هبّ بمعنى مرّ، ومنه هبوب الريح، سميت الهبة عطية لأنّها تمرّ من يد إلى يد
ـ وقيل هي مشتقة من هبّ بمعنى استيقظ، لأنّ الذي يعطي العطية قد استيقظ للخير
فالهبة في اللغة هي العطية سواء كانت هبة أو هدية أو صدقة أو ميراثا
أما في الاصطلاح الفقهي فالهبة هي: إعطاء شيء من غير عوض على سبيل التبرع في حال الحياة
الفرق بيت الهبة والهدية: الهبة أعمّ، فكل هديّة هبة، وليس كل هبة هديّة الفرق بين هبة الخالق والمخلوق : من أوجه كثيرةالوجه الأول : من حيث الدوام والاتصال، قال الخطابي: < كل من وهب شيئا من عرض الدنيا فهو واهب، ولا يستحق أن يسمى وهابا إلا من تصرّفت مواهبه في أنواع العطايا فكثرت نوافله ودامت، والمخلوقون إنما يملكون أن يهبوا مالا أو نوالا عطاء في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاءا لسقيم ولا ولدا لعقيم، ولا هدى لضال، وعافية لذي بلاء، والله الوهاب يملك جميع ذلك، وسع الخلق جوده، فدامت مواهبه واتصلت مِنَنُه وعوائده. >
الوجه الثاني : من حيث العوض، وهذا ذكره الرازي قال: < فالمخلوق قد يعطي وينتظر منك مقابلا أو ثناءا، أو أجرا يوم القيامة، أما الله تعالى فلا ينتظر من عباده شيئا، بل هو يعطي تفضلا وكرما. >
الوجه الثالث: هبة الله لاحصر لها ولا إعجاز فيها، بخلاف هبة العبد
الوجه الرابع : هبة الله ليست عن ضعف ولا عن ذل، بخلاف العبد فقد يعطي ويهب أشياء لذله وضعفه يطلب بذلك العزة والمنعة، لذلك قال تعالى ] لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ [ (الشورى:49)
الوجه الخامس : هبة الله ناتجة عن حكمة بالغة. لذلك قال الله في الآية السابقة ] أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [ (الشورى:50)